شَـكواكَ فـيـها أنَّـةٌ ظَـلَّـتْ بِـقَلْبي تَعْتَصِرْ
فَـدَعِ الـكَآبَةَ والأَسى إنْ كُـنْـتَ مِـمَّـنْ يَعْتَبِرْ
اللهُ يَـجْـزي عَبـدَهُ بِـبَـصيـرةٍ بَـدَلَ البَصَرْ
هـذا المَـعـرّي شاعِرٌ كَـنْـزُ الأديـب الـمُدَّخَرْ
تَـهدي لُـزومِـيّـاتُـهُ نـورَ المَـواعِـظِ والعِبر
هـوميـرُ قالَ رَوائعـًا وَقَـصائِـدًا مِثـلَ الدُّرَرْ:
أوديَـسـةً إلـيـــاذّةً كُـنْـهَ الـمشاعِِرِ والفِكرْ
مِـلْـتُــنُّ مـِن ْ مَفْقُودِهِ فِـرْدَوسُـهُ كـانَ الأثَـرْ
بَـشّـارُ يَـهْدي مُبْصرًا فـي شِـعـرِهِ هـذا ذَكَرْ(1)
طه (2) عَـظيمٌ شـأنُهُ فـي شَـكّـهِ أبْـقـى أثَرْ
إنَّ الـذَكـاءَ لــغالِـبٌ عِـنْـدَ الّذي فَقَدَ الـبَصَرْ(3)
لا تـأسَ مِـنْ هذا الضَّنى ما فـازَ إلا مَـنْ صَـبَر
كَـمْ مِـنْ حَزينٍ صامِتٍ لا يَـشْـتَـكي وَطء َ الغِيرْ
أوْ فَـيْـلَـسـوفٍ ساخِرٍ لا يَـجْـتَـني حُـلوَ الثَمَرْ
الدّهْـرُ يُـنزِلُ حُـكْمَهُ والـمرْء يَـخْضَعُ لِـلْقَدَرْ
كَـمْ مُـبْـصِرٍ لا يُبصِرُ إنْ عُـدَّ عُـدَّ مِـنَ البَـشَرْ
إنْ قُـلْتَ: ما شَكْلُ السّماءِ
ومــا الضّياءُ وما القَمَـرْ؟
ألْـفـيْـتَـهُ فـي لَـيْـلَةٍ لَـيْـلاءَ لا يَـدْري الخَـبَرْ
الْـعُـمي عُـمْيٌ بالبَصائِر